مخاطر صحية تهدد المتهافتين على البروتينات الصناعية في تونس

استهلاك كميات كبيرة من النشويات الموجودة فيها ينتج عنه إفراز مخزون مضاف من الدهون في الجسم.

حذر خبراء الصحة في تونس والعالم من خطورة استهلاك البروتينات الصناعية، مشيرين إلى أن الهدف من تناول هذه البروتينات هو توفير الحاجيات منها فتكون مكملة للنشاط الرياضي المنتظم وليست بديلا عنه. وقال الخبراء إن بعض منتجات مساحيق البروتين تحتوي على هرمونات من شأنها أن تؤثر سلبا على الجهاز التناسلي والجهاز الهضمي ومستويات خلايا الدم.

تونس ـ يقبل الشباب على تناول البروتينات الصناعية كمكملات غذائية بهدف بناء العضلات، غير أن هذه البروتينات قد تكون خطيرة جدا على الصحة وتسبب مشاكل هائلة، لذا ينصح الخبراء بالتفكير مليا قبل اللجوء إلى تناول مسحوق البروتين.

وفي تونس، تنتشر أسطل وعبوات البروتينات الصناعية في متاجر الملابس الرياضية وقاعات الرياضة الخاصة وتلقى هذه المنتوجات تهافت المولعين بالرياضة وبصقل أجسادهم بحثا عن كمال تناسقها، لكن المخاطر الصحية قد تكون الكلفة الباهظة التي قد يدفعونها ثمنا مقابل نحت أجسام متناسقة تختزن الكتلة العضلية.

وقالت الأخصائية في التغذية ليلى علوان “يبدو الهدف المعلن من استهلاك هذه البروتينات المصنعة تنمية العضلات لكن لا شيء قد يتحقق”، مضيفة أن تناول هذه البروتينات يشهد رواجا أكثر لدى الشباب من بين الرياضيين المبتدئين، محذرة من المشاكل الصحية التي قد تحصل نتيجة تلقي هذه المنتوجات.

وأكدت أن تناول هذه البروتينات يجب أن يخضع لتوفير الحاجيات منها فتكون مكملة للنشاط الرياضي المنتظم وليست هي البديل عنه، مستندة إلى أن هذه الاحتياجات من الألياف تتوفر بالأساس باتباع نظام غذائي متوازن يرتكز على الخضر والقمح.

وبينت أن تكوين القوة العضلية ليس نتاجا لتناول البروتينات بل هو حصيلة للانضباط في التمرين الرياضي المستمر، مشيرة إلى أن البروتينات تكمل بعض الاحتياجات من ذلك الفيتامين “د” على سبيل المثال كونه يتأتي من أشعة الشمس.

وحذرت من أن الاقتصار على تناول البروتينات المصنعة يؤدي في حالات الانقطاع عن تعاطي الرياضة إلى ترهل الجسم وضمور العضلات.

وذكرت الأخصائية في التغذية أن استهلاك كميات كبيرة من النشويات الموجودة كمادة حيوية في هذه المكملات الغذائية ينتج عنه إفراز مخزون مضاف من الدهون في جسم الإنسان المتلقي.

وبينت أن الاحتراز الآخر يكمن في أن استهلاك كميات كبيرة منها قد يتسبب في الإضرار بوظائف سائر أعضاء الجسم الحيوية ولو كان ذلك مع تقدم السن.

وحذرت من أن الكلى تكون مجبرة على تصفية هذه المواد فور تناولها بما قد يعرضها للإجهاد، منبهة إلى أن الكلى والكبد يقومان بمجهود إضافي من أجل التمكن من تصفية هذه البروتينات، خصوصا وأنها تستهلك بكميات كبيرة وبلا تقدير من وصفة يضعها مختصون في طب التغذية أو الرياضة.

وتنشط عدة صفحات ومجموعات على فيسبوك في ترويج البروتينات في تونس، وعادة ما يكون توجيه المستهلكين للإقبال على تعاطيها عشوائيا إما في إطار الأصدقاء أو عبر الزمالة ضمن الفضاء الممارس للرياضة.

وترى المختصة في التغذية أن مجال البروتينات المصنعة يجب أن يستند إلى مقاربة شاملة تضم التشريع بسن إطار قانوني ينظم مسالك التوزيع والبيع وكذلك التوعية والتحسيس، مقترحة تنظيم حصص خاصة بكيفية التعامل مع هذه البروتينات في قاعات الرياضة الخاصة بإشراف مختصين في التغذية وطب الرياضة.

وتقول دراسات إن بعض منتجات مساحيق البروتين تحتوي على هرمون النمو البقري المؤتلف (آر.بي.جي.أيتش أو آر.بي.أس.تي) ، الذي يمكن أن يضر بكل من الأبقار والبشر.

وهذا الهرمون خطير على الجهاز التناسلي والجهاز الهضمي ويؤثر سلبا في مستويات خلايا الدم، ولهذا يجب الحذر وقراءة المحتويات قبل الشراء.

ويوصي الخبراء بالالتزام بتوصيات الخبير بحذر، والأفضل تجنب اللجوء إلى البروتينات الصناعية والاعتماد على الأغذية الطبيعية.

ومساحيق البروتين هي أشكال مسحوقية من البروتين يصنع أغلبها من النباتات (فول الصويا أو البازلاء أو الأرز أو البطاطس) أو البيض أو الحليب.

وقد تحتوي المساحيق على مكونات أخرى مثل السكريات المضافة والنكهات الاصطناعية والمكثفات والفيتامينات والمعادن، كما تتراوح كمية البروتين في الملعقة الواحدة بين 10 و30 غراما.

وتحتوي المكملات المستخدمة لبناء العضلات على بروتين أكثر نسبيا، بينما تحتوي المكملات المستخدمة لفقدان الوزن على نسبة أقل نسبيا.

ويمكن أن يؤدي تناول مسحوق البروتين إلى زيادة الوزن على شكل دهون، وليس عضلات. هذا يحدث إذا تناول الشخص مسحوق البروتين بدون ممارسة القدر الكافي من التمارين الرياضية، وكان مجموع السعرات التي أخذها أكثر من حاجته.

إذ يحتوي البروتين على سعرات حرارية، ويدخل دورة الأيض في الجسم، ويمكن تحويل الفائض منه إلى دهون.

وأيضا قد يفاجأ الشخص بأن مسحوق البروتين لا يحتوي فقط على بروتينات، بل أيضا قد يحتوي على نسبة عالية من السكريات، وهذا يعني المزيد من السعرات الحرارية.

وعموما تحتاج النساء إلى 46 غراما يوميا من البروتين، ويحتاج الرجال 56 غراما. وبالمقابل تحتوي ملعقة واحدة من مسحوق البروتين على 20 إلى 25 غراما، وهذا يعني أن الشخص بسهولة قد يتجاوز حاجته اليومية.

إذا كان الشخص يتناول مسحوق البروتين فقد ينتهي به الأمر إلى إدخال كمية كبيرة إلى جسمه، وهذا يضع حملا كبيرا على الكلى، وهو أمر ربما تكون له آثار سلبية على المدى البعيد.

ويسبب البروتين الصناعي أيضا الغثيان، والدوخة، والصداع النصفي، والأرق، وحتى مرض السكري، والبدانة وذلك إذا ما كان يحتوي على مادة الأسبارتام، وهي التحلية الاصطناعية المستخدمة بدلا من السكر لتحسين الطعم.

ومن المعروف أن اللاكتوز مضر بالصحة، ويسمح للمواد الضارة بالدخول إلى الدم. والحقيقة أن جميع البروتينات المخفوقة والمساحيق تحتوي على كمية كبيرة من اللاكتوز، التي قد تؤذي الجسم حتى لو لم يكن الشخص مصابا بحساسية اللاكتوز، بحسب ما نشره موقع “تايمز فود” الأميركي.

ولا تنبه الشركات المنتجة للبروتين الصناعي جيدا إلى كمية اللاكتوز التي تحتويها موادهم الصناعية.

ويصنع مسحوق بروتين مصل اللبن عبر فصل مصل اللبن عن الحليب المبستر ثم يتم تجفيفه وتعبئته. وهذه العملية بأكملها تدمر القيمة الغذائية وبدلا من أن تقدم الفائدة لجسمك، فإنك بهذه المواد ربما تضر بجسمك.

وقد يؤدي غياب الدهون المشبعة في البروتين الصناعي إلى مشاكل مثل عدم انتظام ضربات القلب ومشاكل في العين والعظام واضطرابات المناعة الذاتية وقضايا الغدة الدرقية ومشاكل في الكلى.

لذا يوصي الخبراء بالالتزام بتوصيات الخبير بحذر، والأفضل تجنب اللجوء إلى البروتينات الصناعية والاعتماد على الأغذية الطبيعية.

وفي العام 2018، أصدرت مجموعة كلين لابيل بروجيكت غير الربحية تقريرا عن السموم في مساحيق البروتين. وفحص الباحثون 134 منتجا بحثا عن 130 نوعا من السموم، ووجدوا أن العديد من مساحيق البروتين تحتوي على معادن ثقيلة (الرصاص والزرنيخ والكادميوم والزئبق)، و”بيسفينول أي” الذي يستخدم في صناعة البلاستيك.

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-03-29T02:13:29Z dg43tfdfdgfd